تمثال العدالة والذي نعرفه جميعاً ، والمتمثل في صورة عذراء معصوبة الأعين وتمسك بيدها ميزاناً وباليد الأخري سيفاً بتاراً ، وإن كانت تلك العصبة أو الغمامة علي أعينها أنما تعني عدم التمييز بين المجرمين الخاضعين لعدالتها بينما الميزان فهو رمز العدالة والميزان الحاكم والقاطع بالقسط المبين وأما السيف فهو رمز للعقاب المسلط علي أعناق المجرمين ، هكذا يعرف السيد النائب العام وجميع البشر هذا التمثال المجسد للعدالة في أرفع وأنزه وأسمي صورها ، ولكن يبدوا لي وللناظرين والمتابعين لأحوالنا في مصر أن تمثال العدالة هذا قد فقد في مصر كل رموزه وباتت تلك الأنثي المعصومة من الدنس والنجاسة التي تمثله وقد باتت حزينة باكية وبعد أن فقدت عذريتها وطهارتها وأنها كما يبدوا للعيان بل وللعميان أنها تزيل بيدها تلك العصبة عن عيونها لتري شخص المجرم فباتت وبالتالي تعمل سيفها في رقاب البعض وتغمده عن عمد بين وتمنعه عن رقاب أعتي المجرمين ؟ ولأسباب مازالت مخفية ومجهولة وعصية علي الفهم لنا ، وبات ذاك الميزان التي تمسكه باليد الأخري ميزاناً مشكوكاً فيه وفي أثقاله وموازينه وصحته؟ نري جميعاً ونسمع ونقرأ عن حوادث عادية تصادفنا وبشكل يكاد أن يكون يومياً عن حالات بسيطة ربما لاتربو عن كونها مصنفة قانونياً علي أنها جنحة ولم تصل بعد لكونها جريمة بلغة التصنيف للقانون المصري ، ومع ذلك يتم التعامل مع مرتكبيها بكل شدة وحزم وتنكيل ، فالموظف الحكومي المسكين والذي يشغل مثلاً وظيفة أمين خزانة في أي مصلحة أو هيئة أو شركة حكومية لو أمتدت يده إلي عهدته النقديه وأستولي علي مبلغ هايف ربما عشرة ألاف جنيه مثلاً وتم ضبطه لسوء طالعه فأن النيابة العامة ومؤسسات الحكم والعدل بالدولة تنكل به أيما تنكيل ؟ وقد يحكموا عليه بالحبس المشدد لمدة عشرة سنوات ويتم رفده من جهة عمله ويخربوا بيت أبوه ويشطب من الدنيا شطباً بلا رحمة ولا هوادة ؟ وبينما وعلي الجانب الآخر نتعجب وأيما عجب بل نكاد أن نفقد ماتبقي لنا من صواب ويقين وعقل راجح حين تفاجئنا الصحف ووكالات الأنباء المحلية والدولية بالخبر اليقين أن الرئيس الفاسد اللص المخلوع مبارك قد قامت الأدارة الأمريكية بتجميد مايصل إلي 31.5 مليار جنيه وهو قيمة ماتم حصره مبدأياً فقط من ممتلكات عقارية وأرصدة بنكية في الولايات المتحدة الأمريكية ؟ وجاء الخبر علي لسان رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي مذاعاً علي جميع فضائيات العالم ومكتوباً بكل لغات الكوكب وبكل جرائد العالم ؟ فضلاً عن ما أكده الحصر المبدأي عن قيام نفس اللص وزوجته اللصة بالأستيلاء علي مايقدم للدولة في شكل منح ومعونات دولية نقدية بالعملات الأجنبية من أجل تطوير مكتبة الأسكندرية وبما لايقل عن المليار جنيه كحصر مبدأي حتي الآن ؟ أختص به اللص وزوجته أنفسهما وبالمخالفة البشعة وبديلاً عن الدولة وبدون أدني وجه حق وسحبوا منه وكأنها عزبة أبوه ؟ وأيضاً بالمخالفة لكل قوانين الدولة وتأشيرات وقوانين الخزانة العامة المصرية ولوائحها ؟ فضلاً عن الحصر الجاري حالياً في أنجلترا وسويسرا وألمانيا وغيرها من الأمم عن مئات المليارات المنهوبة والمهربة بأسم اللص وأسرته في بنوك تلك الدولة سواء السائلة منها أو المنقولة ؟ ناهينا عن مارددته الصحف وأكدته عن قيام نفس الأسرة الفاسدة بتهريب ونقل مئات المليارات من الدولارات إلي حسابات شخصية لبعض زعماء الدول الخليجية ؟ والذين لايقلون عنهم فجراً وفسادا وإفساداًً وحتي يصعب تتبع تلك الأرصدة وتذوب وتضيع بين أرصدة أخري لزعماء فجرة لايقلون عنهم وساخة ولاقذارة ولا لصوصية ؟ وهو الأمر الذي يجعلني بات قوسين أو أدني من الجنون وأنا أري السيد النائب العام المصري ومعه جميع الأجهزة العدلية في مصر يقفون موقف المتفرج أوالصعيدي الساذج؟ وكأن الأمر لايعنيهم من قريب أو من بعيد ؟ وكأن هذا اللص الأفاق والأفاك وأسرته الوضيعة لم ينهبوا تلك المليارات ولعل أبسط أرقامها البشعة والمتعاظمة الأجرام وهو ما أكده الحصر الداخلي المبداي عن نهبهم أموال المنح والمعونات الموجهه لحسابات مكتبة الأسكندرية والمفترض كونها حسابات حكومية سيادية خاضعة للخزانة العامة وللبنك المركزي المصري وليست لعزبة أبوهم كما جري التصرف في تلك الأموال الرهيبة ؟ بل ما كفانا ما أكدته الأدارة الأمريكية في صدد تجميد ما أمكن حصره من مسروقات اللص وأسرته بالولايات المتحدة الأمريكية من أموال سائلة أو منقولة ؟ وهو أعتقد أنه أكثر من دليل كاف للسيد النائب العام ولوزير عدل مصر ولرئيس مجلس وزراء مصر وللحاكم العسكري المصري الحالي بل ولجميع السادة القابعين علي سدة المجلس العسكري الأعلي في القبض الفوري والوجوبي علي اللص الكبير المواطن / محمد حسني مبارك ومعه اللصة الكبيرة / سوزان ثابت وأسرتهم ، والرمي بهم من خلف القضبان لحين محاسبتهم ومحاسبة أولادهم وأعوانهم محاسبة الملكين ناكر ونكير ليس فقط علي هذا الكم الرهيب والمستفز من مئات الملايين المنهوبة والمهربة خارج الوطن والتي تصل في تقديري إلي أكثر من التريليــــون دولار ، بل وأيضاً علي سرقة عمري وحياتي وأحلامي بل سرقة أعمار وحياة وأحلام 80 مليون مصري ، قاموا بأفقارهم وقتلهم مرضاً ووأداً وأشربوهم مياة المجارير وأضاعوا أعمار الشباب وعنسوا بنات مصر جميعهم وعن بكرة أبيهم وسرقوا منهم أحلامهم وطرحة زفافهم وحقهم الطبيعي في حياة حرة وكريمة ؟ مازلت أضرب كفاً بكف علي تلك العدالة العرجاء والتي فقدت عذريتها وشرفها وسيفها وميزانها وأنا أري اللص وأسرته الوضيعة المجرمة السفاحة القاتلة تعربد وتبرطع وبكامل الحرية ومع سيارات تابعة للرئاسة ومعهم الأعوان والحراسات والخدم والحشم في جمهورية شرم الشيخ ؟! وكأن شيئاً ما جلل وخطير لم يحدث؟! ونحن والسيد النائب العام ووزير العدل ورئيس مجلس الوزراء والمجلس العسكري الأعلي وبكل قياداته ورموزه مازلنا ننظر ونسمع ونقرأ ونتفرج بلا أدني تحرك وعمل وأجراءات وطنية واجبة وفورية وعاجلة ؟ بل أنني أتوجه للسيد النائب العام وللسيد وزير العدل وللسيد المحامي العام الأول لنيابات مصر بالسؤال وأقول لهما ياسادة بحق الله واليوم الآخر والوطن والبلاد والعباد عليكم جميعاً ، ماذا تنظرون من بعد ياسادة القانون والعدل والأحسان في مصر ؟ وأليس مبارك المخلوع الآن هو مجرد مواطن مصري عادي بلا أي حصانة ؟ بل هو مجرم وقاتل وسفاح وسارق ومتربح ومهرب مصري عادي يستوجب فوراً التوقيف والحبس الوجوبي الفوري وبكل مقاييس وقوانين وعرف العالم بأجمعه ؟ وإلا فلتفسروا لنا سر سكوتكم المبهم هذا وتقاعسكم المريب في عدم القبض الوجوبي عليه ومعه زوجته وأولاده وحتي تاريخه ؟ وبالله العلي العظيم لو كان موظفاً صغيراً وغلباناً ومد يده علي عهدته النقديه وأختلس منها مئات الجنيهات لخربتم بيت أبوه وأضعتم مستقبله وشطبتوه من جداول الحياة الآدمية ؟ وأما هذا الذي نراه ونقرأه ونسمعه فأن أقل مايوصف به أنه تقاعس وطرمخة ومط بلا داع ولاسبب والكيل بعدة مكاييل ولايمكن أن يمت لأي عدالة كانت علي وجه الكوكب بأي صلة أو صفة ومن قريب أو من بعيد ؟ منحتوه هو وأسرته الوقت الكاف جداً لطمس وتضييع ووأد الكثير من الأدلة علي أفعال وجرائم ربما لم ولن نعرفها أو تعرفوها أنتم أنفسكم ؟! حين قام حارس عش الفساد المدعو / زكريا عزمي وتحت أعينكم جميعاً ياسادة القانون المصري وشيوخه وحماته ؟! بفرم كافة المستندات والوثائق وبمقر رئاسة الجمهورية وأنتم جميعاً وبلا أستئناء كنتم تتفرجون عليه وعلي فعلته السودة النكراء ودون أدني مسائلة أو عقاب صدر عنكم وحتي تاريخه!؟ وكان الأولي بكم تعليقه وأرجحته ومن رقبته وفي وسط ميدان التحرير علي فعلته النكراء السوداء تلك ؟ بل لم تكتفوا بذلك التقاعس المريب ؟! بل ومنحتوه أيضاً هو وأسرته الوقت الكاف لتهريب أطنان من الذهب الأبيض كما كتبت الصحف وتحويل المزيد من أرصدتهم المسروقة من داخل الدولة إلي خارج الدولة قبيل خلعه من الحكم كالضرس العفن والمسوس وأسألوا عاطف عبيد خارب مصر الأكبر وسلوا بنكه الذي يرأسه والذي لايخضع في تصرفاته لرقابة البنك المركزي المصري وهو وبالله العظيم مصيبة وكارثة كبري بحد ذاتها؟ فما بالكم الآن وأنتم ماذلتم تتفرجون ومعكم تلك العدالة المعيبة والعرجاء والمنقوصة وبين أياديكم حالياً من دلائل وبراهين ومستندات مايكفي لشنقه هو وزوجته وأسرته وأعوانه ألف مرة ولأكثر من مليون سبب وجيه وجلل وغاية الخطورة ؟ والسؤال الأخير لكم ياسادة العدل وشيوخ القانون والأنصاف والوطنية !؟ هل ستظلون تتفرجون هكذا ؟ حسناً وإلي متي سيطول بكم المقام ؟! وهل تعقلون ياسادة أننا أكتفينا كثورة وكشعب بعدالتكم العرجاء تلكم ولمجرد قيامكم بالزج من خلف القضبان ببعض الصبيان والخصيان من أعوانه وأتباعه ؟ ليس هذا ياسادة هو مطلبنا الوحيد منكم ولاعشمنا الوحيد فيكم ، نحن ياسادة نريد رأس وأس الفساد الأكبر وزوجته وأولاده ، نحن نطالبكم بأسم كل قوانين وأعراف العالم مجتمعة وبحق المواطنة والأنتماء والأهم هو بحق الله ورسوله حتمية أجراءالقبض الوجوبي والفوري علي المواطن المجرم / محمد حسني مبارك وعلي زوجته وأولادة ووصولاً للدرجة الرابعة كما فعلتم مع غيره من الصبيان والأعوان ؟ فلقد تأكد لكم ولنا وللجميع وبالخبر اليقين والدليل القانع القاطع أنه أجرم وأنه قتل وأنه نهب وأنه هرب أموال مصر خارجها وأنه تربح من وظيفته الحكومية وأنه أهدر وبدد ثروات البلاد وأفقر وأمرض وسرق أحلام االبلاد والعباد ؟ وللأسف – وأكرر وللأسف الشديد ياسادة القوم أراكم ونراكم جميعاً مازلتم تنظرون وتتفرجون ؟! وبلا أي فعل قانوني عادل وفوري ووجوبي وعاجل ؟ بل أنني أتعجب وأنا أقرأ أن نفس اللص والسارق والمتربح والقاتل والمهرب المواطن / محمد حسني مبارك قد أقام لنفسه ولأسرته مقبرة علي مساحة ألف متر مشيدة من المرمر والجرانيت ؟ ! ومزودة بقاعات أجتماعات وصالونات وأستراحات ؟ ! وأمدها بالمياة والكهرباء والسفلتة وعواميد الأضاءة علي نفقة التكية والعزبة المستباحة حتي النخاع؟ فمن أين له أو لأسرته بتلك الأموال الهائلة ولكي يبددها وبالأخير في بناء تلك المقبرة ؟ أو أن صح التعبير في تشييد تاج محل آخر لرمته العفنة ؟ والتي يقيناً أن أرض مصر الطاهرة سوف تلفظها من فرط عفونتها وذنوبها وكبائرها والتي لم تحدث حتي من مستعمر أجنبي أو الأسر الملكية السابقة ؟ في حق شعب وأجيال ضاعت وتاهت بسببه هو وأسرته اللصة ؟ والذين لن يملأ عيونهم التي لاتشبع ولاتقنع إلا تراب المقابر ؟! ثم وأليست تلك المقبرة أو الحفرة من نار جهنم بأذن الله مبنية من حر مال الشعب ياسيادة النائب العام الموقر ؟ أطالب سيادتكم ومعكم وزير عدل مصر والمحامي العام الأول لنيابات مصر المحترم بوطنية وحتمية وعدالة وضرورة مصادرة تلك المقبرة لصالح الدولة ولشباب مصر المعدم ؟ وعلي أضعف الأيمان فأن الحي أبقي من الميت ؟ أو أن صحت العبارة فأن الحي الميت أبقي من ميت أو رمة نافقة منتظرة ؟! محملة بكل خطايا وكبائر نهانا عنها الله وكتابه ورسوله ؟ وليذهب برمته النتنة النافقة بل ورمم نسله وأسرته بعيداً عنا وبعيداً عن أرض مصر الطاهرة والطيبة والتي حتماً ستلفظه بما قدمت أياديهم في حق هذه البلاد وهؤلاء العباد ؟ فهل وصلتكم تلك الرسالة ياسادة العدل وشيوخ القضاء والقانون وحماة مصر الأجلاء وشرفها وصوتها ودرعها وسيفها .
Mohamd.ghaith@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق